الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في تعد صارخ على سيادة تونس: فجر ليبيا يرفض حالة الطوارئ!!

نشر في  08 جويلية 2015  (10:00)

أعلن تنظيم فجر ليبيا على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك عن رفضه للقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي باعلان حالة الطوارئ على كامل البلاد واصفا السبسي بأنّه « ارهابي انقلابي وامتداد لمنظومة ديكتاتورية بن علي».
وأكّد التّنظيم أنّ حالة الطوارئ تعني في منظور الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية فتح السجون لمن وصفتهم بـ «الشباب الوطني» و«المتديّن».

وجاء في نص البيان أن الوصول لإقرار حالة الطوارئ لا يكلف «الحاكم الدكتاتوري الاستبدادي العلماني سوى افتعال تفجير أو حالة أو اثنتين من الاغتيالات السياسية, وتشغيل منظومة الإعلام الإرهابي الفاسد بكل قوتها وإلصاق تهم القتل والتفجير بمن يراد لهم السجن والتنكيل للحفاظ على الدكتاتورية دون مضايقات التيار الوطني الذي لا يرضى بالذل والخنوع»، حسب نص البيان.
بيان اعتبرته عديد الأطراف تعدّيا على السّياسة التّونسيّة الدّاخليّة، وقصد تسليط الضوء على هذا البيان «الخطير» بادرت أخبار الجمهورية برصد بعض الأراء حول المسألة ...

تدخل صارخ للتنظيم في السّياسة التّونسيّة الدّاخليّة

رأت الناشطة الحقوقية والأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة أن البيان الذي أصدره تنظيم فجر ليبيا يبعث عن الحيرة معتبرة اياه تدخلا صارخا من قبل هذا التنظيم في السّياسة التّونسيّة الدّاخليّة، وأكدت رجاء بن سلامة أن الوقاحة والفجاجة التي جاءت في البيان لا تدلّ على أيّ نضج سياسيّ ولا تنبئ بخير، وتساءلت محدثتنا عن السبب الذي يدفع برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الى الدعوة للتفاوض مع هذا التنظيم الذي لم يحترم سيادة تونس وهذه من الشروط الدنيا للتعامل مع أي جهة أجنبية احترام الشؤون الداخلية ..
وأكدت بن سلامة ان تنظيم فجر ليبيا أكد من خلاله أنه يحارب دولة تقاوم الارهاب، واضافت محدثتنا ان الحكومة التونسية ليست قمعية ولا تغتال الناشطين على غرار الحركات الاسلامية المتطرفة.
من جهة اخرى بينت رجاء بن سلامة ان هذا التنظيم بات يشكل خطرا على تونس خاصة بعد سعي أحد رجال الاعمال التونسيين الى لقاء قياداته دون مراقبة أو محاسبة .

البيان يلتقي مع القوى السياسية الرافضة لحالة الطوارئ

واعتبر المؤرخ والأستاذ الجامعي عميرة علية الصغير أن البيان الذي أصدره التنظيم الذي يحكم غرب ليبيا يعتبر تدخلا في الشأن التونسي من قبل مجموعة مسلحة أجنبية، مشيرا الى هذا البيان يشي بالتقاء سياسي وعقائدي مع القوى السياسية التونسية الرافضة لحالة الطوارئ ولها نفس المبررات للرفض حيث تعتبر القرار تعديا على الحريات وتلجيما للتنظيمات الاسلامية وعودة لمربع الاستبداد في العهد النوفمبري وذهبوا الى حد القول إنّه يفتح الباب أمام ردود عنيفة من الاطراف التي ستنظر في التطبيق الفعلي لحالة الطوارئ، وأضاف محدثنا ان كل هذه المسائل نبهت اليها القوى الديمقراطية في تونس التي أكدت ان فجر ليبيا لن يكون الدرع الحامي لتونس بل أحد العناصر الأساسية في تخريب الأمن في تونس وفي ليبيا وهو عكس ما ذهب اليه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي .
وذكر محدثنا ان موقف مجموعة عبد الحكيم بلحاج يلتقي مع موقف حركة النهضة التي ولئن لم تصرح علنا أنها ضد حالة الطوارئ لكنها حذرت من القرارات التي اتخذها رئيس الحكومة والتي منها السيطرة على المساجدة وإبعاد الأيمة الخارجين عن سياسة الدولة ورفضهم كذلك تعيين الأيمة من قبل الدولة كما انهم يعارضون حل الجمعيات التي تعتبر الممول الرئيسي لهذه التنظيمات الارهابية والاسلامية على حد تعبيره، واضاف محدثنا أن هناك تحالفا موضوعيا ومباشرا بين مجموعة عبد الحكيم بلحاج في ليبيا والمجموعات الاسلامية في تونس مع اختلاف تسمياتها .

تجاوز لكل الخطوط الحمراء

من جهته رأى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن هذا البيان ملزم لمختلف الاطراف التي تنطوي تحت لافتة فجر ليبيا، وذكر ان تنظيم فجر ليبيا تجاوز بهذا البيان الخط الأحمر في العلاقات بين الدول وتدخل في شأن لا يعنيه، مضيفا أن الاعلان عن حالة الطوارئ يندرج ضمن ممارسة السيادة الوطنية وأن لتونس دستورا يعطي هذه الصلاحية لرئيس الدولة، مؤكدا ان ما سيترتب عن هذا القرار لا يهم غير التونسيين لأن الشعب التونسي وحده الذي من حقه أن يقبل أو يعترض على هذا القرار الذي يندرج ضمن الشأن الداخلي.
من جهة أخرى أفادنا الجورشي أن الاعلان عن حالة الطوارئ لن يكون بأي شكل من الاشكال مدخلا لصورة الديكتاتورية لأن الدستور قد حدد هذا الأمر ووضع له شروطا وحدد له الظروف التي يمكن اللجوء فيها اليه كما وضع له ضوابط، مضيفا أن حالة الطوارئ ليست أمرا خاصا بتونس ويمكن اللجوء اليها حتى في الدول الاكثر ديمقراطية وختم بقوله: «شخصيا أرى أن ما ورد في البيان خارج عن الموضوع وان كان هذا البيان صحيحا فانه لن يخدم العلاقات الثنائية بين تونس وليبيا».

ليس من حق فجر ليبيا ابداء رأيه في شأن تونسي

أما الناشطة الحقوقية والاعلامية نزيهة رجيبة (ام زياد) فذكرت أن فجر ليبيا هو تنظيم مسلح لا يمارس السياسة وبالتالي لا يمكن الأخذ برأيه، وبينت محدثتنا أن التنظيم يتبنى ضمنيا موقف حركة النهضة رغم كون هذه الأخيرة لم تصرح علنا بكونها ضدّ اقرار حالة الطوارئ .
وأكدت أم زياد أنه ليس من حق فجر ليبيا ابداء رأيه في شأن تونسي، من جهة أخرى تساءلت محدثنا عن السرّ الذي دفع بهذا التنظيم الى التعامل مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من جهة ويقينهم بأن هذا الأخير يسعى الى الزج بالاسلاميين  في السجن من جهة أخرى.
ولئن بينت أم زياد أنها ضدّ قرار حالة الطوارئ معللة ذلك بكونها لا ترى داعيا لهذا القرار فانها أكدت أنه ليس من حق فجر ليبيا ابداء رأيه في الموضوع .

سناء الماجري